آبل وسامسونج وهواوي أيٌّ أقرب إلى الدائرة الذهبية؟
حين صدر كتاب سايمون سينك “ابدأ بـ لماذا” باللغة الإنكليزية عام 2009 كان الحديث يدور حول أهمية امتلاك الأفراد والشركات الملهمة لسؤال “لماذا” والإبقاء على وضوحه مع مرور الوقت.
استفاض سينك بشرح لماذا ينبغي امتلاك “لماذا” وقد أنصف بحق في ذلك. كما طرح نظريته الدائرة الذهبية ضامناً النجاح لأي شركة تمتلكها وتحافظ عليها، ولكن لم نشهد بعدها دراسة طرحها سينك أو غيره تتعلق بالشركات المنافسة وامتلاكها لهذا السؤال الملهم.
مر عقد من الزمن شهدت فيه شركات الاتصالات والتكنولوجيا تحولات ومنعطفات كبيرة ومنها آبل وسامسونج وهواوي.

هل حافظت آبل على “لماذا”؟
ذكر سايمون سينك شركة آبل من جملة الأمثلة الناجحة التي امتلكت رؤية واضحة للدائرة الذهبية وآمن مؤسسوها بـ “لماذا” الخاصة بهم.
ركز سينك كثيراً على نجاحات شركة آبل لأسباب عددها في الكتاب وشرح لها مطولاً. بلا شك، إن آبل ابتكرت وتحدت وغيرت وكسبت ثقة من آمن بعلامتها وجودة منتجاتها رغم أسعار أجهزتها المرتفعة التي لم توقف الطوابير الطويلة أمام متاجرها لأقتناء إصداراتها الجديدة.
تمكنت آبل من فعل ذلك، لكنها لم تتفرد بسطوتها طويلاً. لم تواجه الشركة منافسة حقيقية إلى أن بدأت شركة سامسونج تنافس هواتف آبل الذكية وتحقق إيرادات تصاعدية.
ورغم المشاكل التي واجهت سامسونج في فترات متباينة إلا أنها استمرت حتى تفوقت على بعض مواصفات أجهزة آبل بينما تجاوزتها في إيراداتها.
من المنطقي لأي شخص قرأ عن الدائرة الذهبية لسايمون ماسك أن يطرح السؤال التالي: هل حادت آبل عن الـ “لماذا” الملهمة التي غيرت خلالها وظيفة التكنولوجيا وطريقة تعاطينا معها؟
لا تتوقعوا أن تنالوا الجواب في هذه الأسطر القليلة، إلاّ أن الشيء الأكيد أن مبيعات أجهزة آبل الذكية في تراجع مقابل تزايد جمهور سامسونج الذي يكبر باستمرار.
من الظريف متابعة المنافسة الطويلة بين سامسونج وآبل كما نتابع المسلسل الكرتوني الشهير توم وجيري.
تحتاج الشركتان الإبقاء على هذه “المعركة” المستمرة بينهما كي يشهد العالم ابتكارات كبيرة في نطاق الهواتف الذكية وتطبيقاتها.
لقد أجبرت سامسونج شركة آبل على إعادة النظر في سؤالها الذي افترض سينك أنها “تؤمن” به وأن جمهورها “يحب” ما تنتجه الشركة.
قد يكون الطرح منطقياً إلى حد ما، لكن علينا الأخذ بعين الاعتبار أن ما كانت تؤمن به شركة ما قبل عشر سنوات لا بد من إعادة النظر فيه كون التحديثات التكنولوجية تتغير بسرعة فائقة واحتياجات الجمهور تتغير باستمرار من جيل إلى جيل.
مرة أخرى لن نستطيع الجزم بأمتلاك سامسونج الدائرة الذهبية التي شرحها سايمون سينك لكن الشركة مستمرة بتحقيق إيرادات مرتفعة، وتفوقت على آبل في حجم المبيعات والأرباح بل وفي زيادة الجمهورالوفي لشعارها.
هواوي.. الأحمر في متناول الجميع
من المحتمل أنّ رين زنغفاي مؤسس هواوي قد قرأ كتاب “ابدأ بـ لماذا” أو على الأقل سمع به أو فكربامتلاك “لماذا” تؤمن بها هواوي.
ماذا لو أن الشركة تمتلك بالفعل تصور واضح للدائرة الذهبية، وأنها بالفعل تنافسما “تؤمن” به آبل، بحسب سينك؟
إن إطلاق الشركة شعار “حقبة جديدة من الذكاء” ربما يدفعنا لاعتباره سؤال “لماذا” الذي يشكل إحدى مراحل الدائرة الذهبية (لماذا –كيف–ماذا). على أيّ حال، الأمر الواضح أن هواتف هواوي الذكية قد اصبحت “في جيوب” الملايين ولديها جمهور، قد لا يؤمن بما تؤمن به، لكنه يستطيع الآن اقتناء أجهزة فائقة التطور بسعر مقبول من الشركة.
صرح السيد زنغفاي مراراً وتكراراً أن هواوي شركة تنافسية ولديها تقنيات متقدمة وأنهم رواد في الابتكار بحسب تعبيره.
بالمقابل، هل يمكن اعتبار أسعار أجهزة هواوي المناسبة هي كل ما في المسألة؟ نلاحظ أن الشركة تسعى لجعل “الذكاء” في متناول الجميع فهي بالفعل تقدم التكنولوجيا بأسعار مقبولة وبتصاميم وميزات تنافسية.
قد تكون هناك أسباب أخرى وراء ارتفاع أسهم الشركة، ربما تكون أيديولوجية مؤسسها المتمثلة في أن الجميع سواسية أمام التكنولوجية.
وبانتظار ما يقوله سايمون سينك في دراسة جديدة له، دعونا نتأمل جملته الواردة في كتاب “ابدأ بـ لماذا”: “إن معرفة لماذا تعد أمراً اساسياً للنجاح الدائم والقدرة على تجنب أن تكون مثل أي منافس آخر”.
دامسكو ميديا