لینا شمامیان: “في دامسكو تشعر ببساطة أنك سوري”
دامسكو ميديا
لم يقف الفن في أيّ وقت على هامش التحولات التي تطرأ على المجتمع والتي تمس واقع الإنسان وتؤثر على جودة حياته.
ومن الفنانين الذين يحترمون رسالتهم ومسؤوليتهم الفنيتين في تسليط الضوء على قضايا بلادهم ومجتمعاتهم الفنانة السورية لينا شماميان.
عبّرت شماميان في أغنيتها الأخيرة “يا خي أنا سوريّة” عن ما يتعرض له مواطنو بعض الدول في المطارات نتيجة الأوضاع السياسية والنزاعات والصراعات فيها.
هذه ليست الأغنية الأولى التي تتطرق فيها شماميان للقضايا الإنسانية لكنها الأولى التي قرر فريق عملها تصوير فيديو كليب للأغنية التي تم تصوريها في أربع مدن وهي دمشق، بيروت، اسطنبول، وباريس.
جمع هذا العمل الفنانة شماميان مع شركة Damsco Events في أول تعاون مشترك بينهما حيث قامت دامسكو برعاية الأغنية. وفي إطار هذا التعاون كانت لدامسكو ميديا أن ألتقت شماميان وأجرت معها هذا الحوار الممتع.
تم الحدیث مطولاً عن فكرة الأغنیة وموضوعھا، والسؤال ھنا ھل ستتجه الفنانة لينا شمامیان لتبنّي ھذا النوع من القضایا عبر أغانیھا أم ستبقى ھذه الأغنیة ولیدة ما حدث لكِ من المطار؟
“یاخي أنا سوریّة” ھي لیست الأغنیة الأولى التي أطرح فیھا قضیة من ھذا النوع، ھناك ألبومي “غزل البنات” و”لونان” الّذین غنّیت فیھما عدة قضایا تمس السوریین والمظلومین ومن اضطروا للھروب إلى البحر من الحروب في أي مكان في العالم.. ولا تتوقف الحیاة عن منحنا قضایا جدیدة نتكلم عنھا كل یوم.
كیف كان تفاعل الجمھور مع ھذه الأغنیة؟
بدایة كان أول طرح للأغنیة في حفلات صیف تونس، كان تفاعل الجمھور والإعلام التونسي معھا جمیلاً جداً.. ثم كان التفاعل في جولة أوروبا وكندا كبیراً أیضاً، والیوم أعلم أن الكثیرین تفاعلوا مع الأغنیة لأنھا تمثلھم من جنسیات متعددة، فلسطینیین وعراقیین ولیبیین وتونسیین ومن شتى أنحاء الشرق الأوسط.
ھذه الأغنیة مغایرة، إلى حد ما، عن نمط أغانیكِ السابقة. حدثینا عن التحدیات التقنیة التي ترافق الفنان لدى خوضه لوناً غنائیاً جدیداً.
غالباً ما یقوم المتلقي بحصر الفنان في إطار قالب واحد، وحالما تحاول الخروج من قالب النمطیة یبدأ الأخذ والرد؛ بشكل عام لا أخاف من التغییر وأحبه، “یاخي أنا سوریة” ھي أغنیتي الأولى الأقرب للنمط الشعبي، لكني في آخر ألبومین غیّرت كثیراً في النمط الموسیقي عن ألبومَي: “أسمر اللون” و”شامات”.. وسأحاول دوماً أن أتمرد على نفسي وأكسر القوالب التي أضعھا بنفسي أو یضعھا لي غیري على أن أبقى وفیّة لمعایري في الموسیقى والنصوص.
ھل تفكرین بإعادة تجربة الكتابة والتلحین؟
طبعاً طالما أشعر بذلك، وأحب أیضاً أن أتعامل مع مؤلفین وكتّاب آخرین طالما تمثلني كلماتھم وموسیقاھم.
ماذا تقولین لنا عن تجربتك الأولى في الفیدیو كلیب، كیف تصفینھا؟
مختلفة، جمیلة، ومتعبة أنا ابنة المسرح وأحبه لأقصى حد، درست التمثیل أیضاً خلال دراستي للأوبرا، و لم أشعر بالغربة أمام الكامیرا، ربما أیضاً لأن فریق العمل ساعدني على الإحساس بتلك الراحة.. أحب أن یضیف الكلیب لصوت الأغنیة شیئاً، أحب القصص ولھذا اخترت أن یكون التصویر في الكلیب الأول عنصراً یضیف للأغنیة شیئاً في طرحھا .

كیف تقیّمین التعاون المشترك بینكِ وبین Damsco Events خاصة أن ھذا ھو التعاون الأول من نوعه بینكم؟
الجمیل في التعامل مع دامسكو كان أنھم یشعرون بحفاوة وكأنك من (أھل البیت).. تلك الحفاوة التي قلّ الإحساس بھا في دول الإغتراب، في دامسكو تشعر ببساطة أنك سوري، ھنالك إحساس مرتفع وتفكیر راقي یختلف عما ھو سائد بین شركات الإنتاج الیوم، جمیل أن نلتقي بأشخاص یؤمنون بالنوعیة أیضاً ولیس الربحیة فقط وأتمنى أن یتطور ذلك ویغامروا مع كل ما ھو حقیقي ومختلف أكثر.
ھل هناك من أعمال مشتركة تجمعكِ مع Damsco Events في المستقبل القريب؟
أتمنى ذلك، ھناك الكثیر من الأعمال التي تشبھني وتشبه دامسكو في آن، العمق، الحقیقة، الاختلاف والتجدید وبنفس الوقت أن نبقى قريبین من المتلقي والانتشار الجماھیري.
كیف تنظرین لدور رجال الأعمال السوریین في دعم قضایا اللاجئین السوریین؟ وھل یمكن للشركات الاستثماریة الكبیرة لعب دور مؤثر في القضایا الإنسانیة؟
كل من ھو قادر على حمل قضیة إنسان ترفع الظلم عنه فھو مشكور… نحن الیوم بحاجة لمساعدة من ھم أكثر حظاً لتحقیق بعض العدل لصالح قضایانا والتي من الواضح أنھا مغیبة عن الرأي العام العالمي، علینا أن نزید العمل كفنانین ورجال أعمال وغیرھم كي نسلط الضوء علینا: من نحن، بمَ مررنا وماذا فقدنا، ما الذي بإمكاننا تقدیمه، والفن بإمكانه شرح ذلك للعالم الخارجي، أما رجال الأعمال فبإمكانھم دعم ھذه الفنون، وبالتأكید بإمكانھم مساعدة السوریین بخلقھم لفرص عمل كریمة، فأغلب السوریین یبحثون عن فرص حیاة ومساحة إبداع وإنجاز أكثر ما یبحثون عن المساعدة المادیة فقط.
ھل سیتمكن جمھورك في الخلیج وتحدیداً في دولة الإمارات من حضور حفل لك قریباً ھناك؟
أتمنى ذلك، اشتقتُ للقائھم، و أتمنى أن یكون التعاون الأول مع Damsco Events فألتقي بالأحبة في الإمارات والخلیج بعد غیاب.
تصوير: محمود أبو غلوة